" فوائد لغوية وإعرابية "
قال ابن عادل :
قوله :" فَقُطَعَ دَابِرُ " الجمهور على " فَقُطِعَ " مِبْنِيَّا للمفعولِ " دابرُ " مرفوعٌ به.
وقرأ عِكْرِمَةُ :" قطع " مبنياً للفاعل، وهو الله تعالى، " دَابِرَ " مفعول به، وفيه التَفَاتٌ، إذ هو خورج من تكلم في قوله :" أخَذْنَاهُمْ " إلى غَيْبَةٍ.
و" الدَّابِرُ " التَّابعُ من خَلْفٍ، يقال : دَبَرَ الوَلَدُ والِدَه، ودَبَرَ فلان القَوْمَ يَدْبُرُهُمْ دُبُوراً ودَبْراً.
وقيل : الدَّابرُ الأصْلُ، يقال : قَطَع اللَّهُ دَابِرَهُ، أي : أصله قاله الأصْمَعِيُّ، وقال أبُو عُبَيْدٍ " " دَابِرُ القوم آخِرُهُمْ "، وأنشدوا لأميَّة بن أبي الصَّلْتِ :[ البسيط ]
٢١٧٦ - فاستُؤصِلُوا بِعَذَابٍ حَصَّ دَابِرَهُمْ...
فَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ صَرْفاً وَلاَ انْتَصَرُوا
ومنه دَبَرَ السَّهْمُ الهَدَفَ، أي : سقط خَلْفَهُ.
وفي الحديث عن عبد الله بن مَسْعُودٍ " مِنَ النَّاسِ مَنْ لا يَأتِي الصَّلاةَ إلاَّ دُبريًّا "
أي : في آخر الوقت. أ هـ ﴿تفسير ابن عادل حـ ٨ صـ ١٥١ ـ ١٥٢﴾.
من لطائف الإمام القشيرى فى الآية
قال عليه الرحمة :
﴿ فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٤٥) ﴾
فلم يلبثوا إلا يسيراً حتى لم يبقَ منهم عين ولا أثر، ولم يَرِدْ حديث منهم أو خبر، والله - سبحانه وتعالى - بنعت العِزِّ واستحقاق الجلال لا عن فَقْدِهم له استيحاش، ولا بوجودهم استرواح أَو استبشار. أ هـ ﴿لطائف الإشارات حـ ١ صـ ٤٧٢ ـ ٤٧٣﴾


الصفحة التالية
Icon