" فوائد لغوية وإعرابية "
قال ابن عادل :
﴿ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ الله ﴾ المفعول الأوَّل محذوف، تقديره : أرأيتم سَمْعَكُمْ وأبصاركم إن أخذنا اللَّهُ، والجملة الاسْتِفْهَامِيَّةُ في موضع الثاني، وقد تقدَّم أن أبا حيَّان يجعله من التَّنازُعِ، وجوابُ الشرط مَحْذُوفٌ على نحو ما مَرَّ.
وقال الحوفي : وحَرْفُ الشَّرْطِ وما اتَّصَلَ به في موضع نَصْبٍ على الحالِ، والعاملُ في الحالِ " أرأيتم " كقولك :" اضْرِبْهُ إن خرج " أي : خارجاً، وجواب الشَّرْطِ ما تقدَّم مما دَخَلَتْ عليه هَمْزَةُ الاستفهام وهذا إعرابٌ لا يَظْهَرُ.
ولم يُؤتَ هنا بـ " كاف " الخطاب، وأتِيَ به هناك ؛ لأن التَّهْديدَ هناك أعْظَمُ فَنَاسَبَ التأكيد بالإتيان بـ " كاف " الخطاب ولمَّا لم يُءتَ بالكافِ وجَبَ بروز علامةِ الجَمْعِ في التاء لئلا يَلْتَبِسَ، ولو جيء معها بالكافِ لاسْتُغْنِيَ بها كما تقدَّمَ، وتوْحِيدُ السَّمْعِ، وجَمْعُ الأبصارِ مفهومق مما تقدَّم في " البقرة ".
قوله :" مَنْ إلهٌ " مبتدأ وخبر، و" مَنْ " استِفْهَامِيَّةٌ، و" غيرُ الله " صِفَةٌ لـ " إله " و" يأتيكم " صِفَةٌ ثانية، و" الهاء " في " به " تعود على " سمعكم ".
وقيل : تعود على الجميع، ووُحِّد ذهَاباً به مذهب اسم الإشارةِ.
وقيل : تعود على الهدى المدلول عليه بالمعنى.


الصفحة التالية
Icon