فصل
قال الفخر :
اعلم أنه تعالى حكى عن الكفار فيما تقدم أنهم قالوا ﴿لَوْلاَ نُزّلَ عَلَيْهِ ءايَةٌ مّن رَّبّهِ﴾ [ الأنعام : ٣٧ ] وذكر الله تعالى في جوابهم ما تقدم من الوجوه الكثيرة ثم ذكر هذه الآية والمقصود منها أن الأنبياء والرسل بعثوا مبشرين ومنذرين ولا قدرة لهم على إظهار الآيات وإنزال المعجزات، بل ذاك مفوض إلى مشيئة الله تعالى وكلمته وحكمته فقال :﴿وَمَا نُرْسِلُ المرسلين إِلاَّ مُبَشّرِينَ وَمُنذِرِينَ﴾ مبشرين بالثواب على الطاعات، ومنذرين بالعقاب على المعاصي، فمن قبل قولهم وأتى بالإيمان الذي هو عمل القلب والإصلاح الذي هو عمل الجسد ﴿فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٢ صـ ١٨٩﴾