" فوائد لغوية وإعرابية "
قال ابن عادل :
قوله :﴿ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ ﴾ حالٌ من " المرسلين "، وفي هذه الحال معنى الغَلَبة، أي : لم نرسلهم لأن نقترح عليهم الآيات، بل لأن يبشروا وينذروا.
وقرأ إبراهيم، ويحيى :" مُبْشِرين " بالتخفيف، وقَدْ تقدَّم أن " أبْشَرَ " لغة في " بَشَّر ".
قوله :" فَمَنْ آمَنَ " يجوز في " مَنْ " أن تكون شَرْطِيَّةً، وأن تكون مَوْصُولةً، وعلى كلا التقديرين فَمَحَلُّهَا رفع بالابتداء.
والخبر " فلا خَوْفَ " فإن كانت شَرْطِيَّة، فالفاء جواب الشَرْط، وإن كانت مَوْصُولةً فالفاء زائدة لشبه الموصول بالشرط، وعلى الأول يكون مَحَلُّ الجملتين الجَزْمَ، ولعى الثاني لا مَحَلِّ للأولى وممحل الثانية الرفع، وحمل على اللفظ فأفرد في " آمن " و" أصْلَحَ "، وعلى المعنى فجمع في ﴿ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُون ﴾، ويُقَوِّي كونها موصولة مقابلتها بالموصول بعدها في قوله :﴿ والذين كَذَّبُواْ ﴾. أ هـ ﴿تفسير ابن عادل حـ ٨ صـ ١٥٥ ـ ١٥٦﴾
من لطائف الإمام القشيرى فى الآية
قال عليه الرحمة :
﴿ وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ فَمَنْ آَمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (٤٨) ﴾
يعني ليس أمرنا لهم إلا بالتزام ما فيه نجاتهم، ثم بجميل الوعد لهم، ومفارقة ما فيه هلاكهم، ثم بأليم العقوبة في الآجل ما يحل من خلافهم.
فَمَنْ آمن وصدَّق أنجزنا له الوعد، ومَنْ كفر وجحد عارضنا عليه الأمر، وأدخلنا عليه الضُّر. أ هـ ﴿لطائف الإشارات حـ ١ صـ ٤٧٤﴾


الصفحة التالية
Icon