فصل


قال الفخر :
( الإنذار ) الإعلام بموضع المخافة وقوله ﴿بِهِ﴾ قال ابن عباس والزجاج بالقرآن.
والدليل عليه قوله تعالى قبل هذه الآية ﴿إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يوحى إِلَىَّ﴾ [ الأنعام : ٥٠ ] وقال الضحاك ﴿وَأَنذِرْ بِهِ﴾ أي بالله، والأول أولى، لأن الانذار والتخويف إنما يقع بالقول وبالكلام لا بذات الله تعالى.
وأما قوله ﴿الذين يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ إلى رَبّهِمْ﴾ ففيه أقوال : الأول : أنهم الكافرون الذين تقدم ذكرهم، وذلك لأنه ﷺ كان يخوفهم من عذاب الآخرة، وقد كان بعضهم يتأثر من ذلك التخويف، ويقع في قلبه أنه ربما كان الذي يقوله محمد حقاً، فثبت أن هذا الكلام لائق بهؤلاء، لا يجوز حمله على المؤمنين لأن المؤمنين يعلمون أنهم يحشرون إلى ربهم، والعلم خلاف الخوف والظن.


الصفحة التالية
Icon