ثم هل هذا المصدر باقٍ على حقيقته؟ أي : تَنْسَوْنَ الإشراك نَفْسَهُ لما يَلْحَقُكُمْ من الدَّهْشَةِ والحَيْرَةِ، أو هو واقع موقع المعفول به، أي : وتنسون المُشْرَكَ به، وهي الأصنام وغيرها، وعلى هذه فمعناه كالأوَّلِ، وحينئذ يحتمل أن يكون السياق على بابه من " الغَفْلَة " وأن يكون بمعنى التَّرْكِ، وإن كانوا [ ذاكرين ] لها أي : للأصنام وغيرها. أ هـ ﴿تفسير ابن عادل حـ ٨ صـ ١٤٣ ـ ١٤٦﴾. باختصار.
من لطائف الإمام القشيرى فى الآية
قال عليه الرحمة :
﴿ بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ ﴾ : أي إنكم - إنْ تذللتم بنفوسكم أو فكرتم طويلاً بقلوبكم - لن تجدوا من دونه أحداً، ولا عن حكمه مُلْتَحَداً، فتعودون إليه في استكشاف الضر، واستلطاف الخير والبرِّ، كما قيل :
ويرجعني إليك - وإن تناءتْ... دياري عنكَ - معرفةُ الرجال
وقد تركناكَ للذي تريد... فعسى إِنْ خَبَرْتَه أَنْ تعودا
فإذا جرَّبْتَ الكُل، وذُقْتَ الحُلْوَ والمُرَّ، أفضى بك الضُرُّ إلى بابه، فإذا رجعت بنعت الانكسار، وشواهد الذل والاضطرار، فإنه يفعل ما يريد : إِنْ شاء أتاح اليُسْر وأزال العُسر، وإن شاء ضاعف الضُر وعوَّض الأجر، وإنْ شاء ترك الحال على ما ( قبل ) السؤال والابتهال. أ هـ ﴿لطائف الإشارات حـ ١ صـ ٤٧١﴾


الصفحة التالية
Icon