وقال أبو السعود :
وقوله تعالى :﴿ فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكّرُواْ بِهِ ﴾ عطفٌ على مقدَّر ينساق إليه النظمُ الكريم أي فانهمَكوا فيه ونسُوا ما ذُكَّروا به من البأساء والضّراء، فلما نسوه ﴿ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلّ شَىْء ﴾ من فنون النَّعْماء على منهاج الاستدراج، لما روي أنه عليه الصلاة والسلام قال :" مُكِر بالقوم ورب الكعبة " وقرىء ( فتّحنا ) بالتشديد للتكثير وفي ترتيب الفتح على النسيان المذكور إشعارٌ بأن التذكر في الجملة غير خالٍ عن النفع، و( حتى ) في قوله تعالى :﴿ حتى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ ﴾ هي التي يُبتدأ بها الكلام دخلت على الجملة الشرطية كما في قوله تعالى :﴿ حتى إِذَا جَاء أَمْرُنَا ﴾ الآية ونظائرِه، وهي مع ذلك غاية لقوله تعالى :﴿ فَتَحْنَا ﴾ أو لما يدل هم عليه كأنه قيل : ففعلوا ما فعلوا حتى إذا اطمأنوا بما أتيح لهم وبطِروا وأشِروا ﴿ أخذناهم بَغْتَةً ﴾ أي نزل بهم عذابنا فجأةً ليكون أشدَّ عليهم وقعاً وأفظع هولاً ﴿ فَإِذَا هُمْ مُّبْلِسُونَ ﴾ متحسِّرون غاية الحسرة آيسون من كل خير، واجمون، وفي الجملة الاسمية دلالة على استقرارهم على تلك الحالة الفظيعة. أ هـ ﴿تفسير أبى السعود حـ ٣ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon