وقال الزمخشري : إما أن يكون أمر بتبليغ سلام الله إليهم وإما أن يكون أمر بأن يبدأهم بالسلام إكراماً لهم وتطييباً لقلوبهم ؛ انتهى.
وترديده إما وأما الأول قول ابن زيد، والثاني قول عكرمة.
وقال ابن عطية : لفظه لفظ الخبر وهو في معنى الدعاء وهذا من المواضع التي جاز فيها الابتداء بالنكرة إذ قد تخصصت ؛ انتهى.
والتخصيص الذي يعنيه النحاة في النكرة التي يبتدأ بها هو أن يتخصص بالوصف أو العمل أو الإضافة، وسلام ليس فيه شيء من هذه التخصيصات وقد رام بعض النحويين أن يجعل جواز الابتداء بالنكرة راجعاً إلى التخصيص والتعميم والذي يظهر من كلام ابن عطية أنه يعني بقوله إذ قد تخصصت أي استعملت، في الدعاء فلم تبق النكرة على مطلق مدلولها الوصفي إذ قد استعملت يراد بها أحد ما تحتمله النكرة.
﴿ كتب ربكم على نفسه الرحمة ﴾ أي أوجبها والبارىء تعالى لا يجب عليه شيء عقلاً إلا إذا أعلمنا أنه حتم بشيء فذلك الشيء واجب.
وقيل :﴿ كتب ﴾ وعد والكتب هنا في اللوح المحفوظ.
وقيل : في كتاب غيره، وفي صحيح البخاري :" إن الله تعالى كتب كتاباً فهو عنده فوق العرش إن رحمتي سبقت غضبي " وهذه الجملة مأمور بقولها تبشيراً لهم بسعة رحمة الله وتفريحاً لقلوبهم.
﴿ أنه من عمل منكم سوءاً بجهالة ﴾ السوء : قيل : الشرك.
وقيل المعاصي، وتقدم تفسير عمل السوء بجهالة في قوله :﴿ إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ﴾ فأغنى عن إعادته.
﴿ ثم تاب من بعده وأصلح فأنه غفور رحيم ﴾ أي من بعد عمل السوء ﴿ وأصلح ﴾ شرط استدامة الإصلاح في الشيء الذي تاب منه.