إذَا الدَّاعِي المُثَوَّبُ قَالَ : يَا لاَ
ف " خير " مبتدأ، و" نحن " [ فاعل ] سَدَّ مَسَدَّ الخبر.
قيل : لئلا يَلْزَمُ الفَصْلُ بين " أفعل " و" مِنْ " بأجنبي بخلاف جَعْلِه فاعلاً، فإن الفاعل كالخبر بخلاف المبتدأ.
و" عليكم " خَبَرُهُ، و" سلامٌ عليكم " أبلغ من " سَلاَماً عليكم " بالنصب، وقد تقررَّ هذا في أوَّلِ " الفاتحة " عند قراءة " الحَمْدُ " و" الحَمْدَ ".
وقوله :" كَتَبَ رَبُّكُم " في مَحَلِّ نصب بالقولِ، لأنه كالتفسير لقوله :" سلامٌ عليكم ".
فصل فيما يطلق عليه لفظ " السلام "
قال المبرِّد : السَّلامُ في اللغة على أربعة أشياء :
فمنها سلمت سلاماً، وهو معنى الدعاء.
ومنها أنه أسْمٌ من أسْمَاء اللَّهِ تعالى.
ومنها الإسْلام.
ومنها الشَّجَرُ العظيم أحْسَبُهُ مُسَمَّى بذلك لسلامتِهِ من الآفَاتِ.
ومنها أيضاً اسم للحِجَارَةِ الصَّلْبَةِ، وذلك أيضاً لسَلامتِهَا من الرَّخَاوَةِ.
ثم قال الزجَّاج :" سلام عليكم " ها هنا يحتمل أن يكون له تأويلان :
أحدهما : أن يكون مَصْدر : سَلَّمت تسليماً وسلاماً، مثل " السَّراح " من " التَّسْرِيح "، ومعنى سلمت عليه سلاماً : دعوت بأن يَسْلَمَ من الآفات في دينِهِ ونَفْسِهِ، والسَّلامُ بمعنى التَّسْلِيم.
والثاني : أن يكون " السَّلامُ " جَمْعَ " السلامة "، فمعنى قولك : السَّلامُ عليكم : السَّلامةُ عليكم.
وقال ابن الأنباري : قال قومٌ : السلامُ هو الله تعالى، فمعنى السَّلامُ عليكم [ يعني الله عليكم ] أي : على حفظكم، وهذا بَعِيدٌ في هذه الآية لتنكير السَّلامِ، ولو كان مُعَرَّفاً لصحَّ هذا الوَجْهُ.