والثاني : وهو الظَّاهِرُ أنه للحالِ، أي : عمله مُصَاحباً للجَهَالَةِ، " ومِنْ " في " مِنْ بعده " لابتداء الغاية. أ هـ ﴿تفسير ابن عادل حـ ٨ صـ ١٧٢ ـ ١٧٩﴾. باختصار.
من لطائف الإمام القشيرى فى الآية
قال عليه الرحمة :
قوله جلّ ذكره :﴿ وَإِذَا جَآءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنًُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ ﴾.
أحلَّه محل الأكابر والسَّادة، فإن السلام من شأن الجائي إلا في صفة الأكابر ؛ فإن الجائي أو الآتي يسكت لهيبة المأتي حتى يبتدئ ذلك المقصودُ بالسؤال، فعند ذلك يجيب الآتي.
ويقال إذا قاسوا تعبَ المجيء فأزِلُ عنهم المشقةَ بأن قُلْ :﴿ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ ﴾.
ويقال السلام هو السلامة أي فَقُلْ لهم سلام عليكم ؛ سَلِمْتُمْ في الحال عن الفُرقة وفي المآل عن الحُرْقة.
قوله جلّ ذكره :﴿ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ﴾.
إِنْ وَكَلَ بك من كتب عليك الزلة فقد تولَّى بنفسه لك كتابة الرحمة.
ويقال كتب بمعنى حَكَمَ، وإنه ما حكم إلا بما علم.
ويقال كتابته لك أزلية، وكتابته عليك وقتية، والوقتية لا تبْطِلُ الأزلية.
قوله جلّ ذكره :﴿ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنكُمْ سُوءاً بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾.
يعني مَنْ تعاطى شيئاً من أعمال الجُهَّال ثم سوَّف في الرجوع والأوبة قابلناه، يعني مَن تعاطى شيئاً بحسن الإمهال وجميل الأفضال، فإذا عاد بتوبة وحسرة أقبلنا عليه بِكُلِّ لطف وقبول. أ هـ ﴿لطائف الإشارات حـ ١ صـ ٤٧٧﴾


الصفحة التالية
Icon