قوله عز وجل :﴿ وكذلك فتنَّا بعضهم ببعض ﴾ يعني وكذلك ابتلينا الغني بالفقير، والفقير بالغني، والشريف بالوضيع، والوضيع بالشريف فكل أحد مبتلى بضده فكان ابتلاء الأغنياء فالشرفاء حسدهم لفقراء الصحابة على كونهم سبقوهم إلى الإسلام وتقدموا عليهم فامتنعوا من الدخول في الإسلام لذلك فكان فتنة وابتلاء لهم، وأما فتنة الفقراء بالأغنياء، فلما يرون من سعة رزقهم وخصب عيشهم فكان ذلك فتنة لهم ﴿ ليقولوا ﴾ يعني الأغنياء والشرفاء والرؤساء ﴿ أهؤلاء منَّ الله عليهم من بيننا ﴾ يعني منَّ على الفقراء والضعفاء بالإسلام ومتابعة الرسول ﷺ وهذا اعتراض من الكفار على الله تعالى فأجابهم بقوله :﴿ أليس الله بأعلم بالشاكرين ﴾ يعني أنه تعالى أعلم بخلقه وبأحوالهم وأعلم بالشاكرين من الكافرين. أ هـ ﴿تفسير الخازن حـ ٢ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon