وقد تقدّم قوله تعالى :﴿ قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين ﴾ في سورة [ البقرة : ٦٧ ]، وأحلنا بسطه على هذا الموضع. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ٦ صـ ﴾
" فوائد لغوية وإعرابية "
قال ابن عادل :
قوله تعالى :﴿ قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الذين تَدْعُونَ مِن دُونِ الله قُلْ لاَّ أَتَّبِعُ أَهْوَآءَكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذاً وَمَآ أَنَاْ مِنَ المهتدين ﴾
" أن أعبد " في محل " أن " الخلاف المشهور، إذ هي على حذف حرفٍ، تقديره : نهيت عن أن أعْبُدَ الذين تدعون من دون الله قل : لا أتَّبعُ أهْوَاءَكُمْ في عِبَادَةِ الأوْثانِ، وطرْدِ الفقراء.
قوله :" قَدْ ضَلَلْتُ " بفتح " اللام " الأولى.
وقرأ أبو عبد الرحمن، ويحيى، وابن أبي ليلى أنهما قرءا هنا وفي " ألم السجدة " :﴿ أإذا صَلَلْنَا ﴾ [ السجدة : ١٠ ] بصاد غير معجمة يقال : صل اللَّحم أي : أنْتَنَ، وهذا له بَعْضُ مُناسبةٍ في آية " السجدة "، وأما هنا فمعناه بعيد أو ممتنع.
وروى العباس عن ابن مجاهد في " الشواذ " له :" صُلِلْنَا في الأرْضِ "، أي : دُفِنَّا في الصِّلَّة، وهي [ الأرضُ ] الصّلْبَةُ.
وقوله :" ومَا أنَا مِن المُهتدينَ " تأكيد لقوله :" قَدْ ضَلَلْتُ " وأتى بالأولى جملة فعلية لِتَدُلَّ على تَجَدُّدِ الفعل وحدوثه، وبالثانية اسمية لتدل على الثبوت.
والمعنى " وما أنا من المهتدين، يعني إن فعلت ذلك، فقد تركت سبيل الحقّ، وسلكت غير سبيل الهدى ". أ هـ ﴿تفسير ابن عادل حـ ٨ صـ ١٨١ ـ ١٨٢﴾
من لطائف الإمام القشيرى فى الآية
قال عليه الرحمة :
﴿ قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قُلْ لَا أَتَّبِعُ أَهْوَاءَكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ (٥٦) ﴾
يعني صرِّح بالاعتراف بجميل ما خصصناكَ به من وجوه العصمة والنعمة، وأخبرهم أنك في كنف الإيواء مُتقلَّب، وفي قبضة ( الصون ) مُصَرَّفٌ ؛ فلا للهوى عليك سلطان، ولا لك من محل التحقيق تباعد أو عن الحضور غيبة. أ هـ ﴿لطائف الإشارات حـ ١ صـ ٤٧٨﴾


الصفحة التالية
Icon