فائدة
قال الشيخ الشنقيطى :
قوله تعالى في هذه الآية الكريمة :﴿ قُل لَّوْ أَنَّ عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الأمر ﴾ [ الأنعام : ٥٨ ] الآية، صريح في أنه ﷺ لو كان بيده تعجيل العذاب عليهم لعجله عليهم، مع أنه ثبت في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها أن النَّبي ﷺ ارسل الله إليه ملك الجبال، وقال له : إن شئت أطبقت عليهم الأخشبين - وهما جبلا مكة اللذان يكتنفانها - فقال ﷺ :" بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله لا يشركَ به شيئاً ".
والظاهر في الجواب : هو ما أجاب به ابن كثير - رحمه الله - في تفسير هذه الآية، وهو أن هذه الآية دلت على أنه لو كان إليه وقوع العذاب الذي يطلبون تعجيله في وقت طلبهم لعجله عليهم، وأما الحديث فليس فيه أنهم طلبوا تعجيل العذاب في ذلك الوقت، بل عرض عليه الملك إهلاكهم فاختار عدم إهلاكهم، ولا يخفى الفرق بين المتعنت الطالب تعجيل العذاب وبين غيره. أ هـ ﴿أضواء البيان حـ ١ صـ ﴾