فصل


قال الفخر :
المتكلمون قالوا إنه تعالى فاعل العالم بجواهره وأعراضه على سبيل الإحكام والإتقان، ومن كان كذلك كان عالماً بها فوجب كونه تعالى عالماً بها والحكماء قالوا : إنه تعالى مبدأ لجميع الممكنات، والعلم بالمبدأ يوجب العلم بالأثر فوجب كونه تعالى عالماً بكلها :
واعلم أن هذا الكلام من أدل الدلائل على كونه تعالى عالماً بجميع الجزئيات الزمانية وذلك لأنه لما ثبت أنه تعالى مبدأ لكل ما سواه وجب كونه مبدأ لهذه الجزئيات بالأثر.
فوجب كونه تعالى عالماً بهذه التغيرات والزمانيات من حيث إنها متغيرة وزمانية وذلك هو المطلوب. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٣ صـ ١٠﴾

فصل


قال الفخر :
قوله تعالى :﴿وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الغيب لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ﴾ يدل على كونه تعالى منزهاً عن الضد والند وتقريره : أن قوله :﴿وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الغيب﴾ يفيد الحصر، أي عنده لا عند غيره.
ولو حصل موجود آخر واجب الوجود لكان مفاتح الغيب حاصلة أيضاً عند ذلك الآخر، وحينئذ يبطل الحصر.
وأيضاً فكما أن لفظ الآية يدل على هذا التوحيد، فكذلك البرهان العقلي يساعد عليه.
وتقريره : أن المبدأ لحصول العلم بالآثار والنتائج والصنائع هو العلم بالمؤثر والمؤثر الأول في كل الممكنات هو الحق سبحانه.
فالمفتح الأول للعلم بجميع المعلومات هو العلم به سبحانه لكن العلم به ليس إلا له لأن ما سواه أثر والعلم بالأثر لا يفيد العلم بالمؤثر.
فظهر بهذا البرهان أن مفاتح الغيب ليست إلا عند الحق سبحانه. والله أعلم. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٣ صـ ١٠﴾

فصل


قال الفخر :
قرىء ﴿ولا حبة وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ﴾ بالرفع وفيه وجهان : الأول : أن يكون عطفاً على محل من ورقة وأن يكون رفعاً على الابتداء وخبره ﴿إِلاَّ فِى كتاب مُّبِينٍ﴾ كقولك : لا رجل منهم ولا امرأة إلا في الدار. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٣ صـ ١٠﴾


الصفحة التالية