وقال الماوردى :
قوله عز وجل :﴿ ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى اللَّهِ مَوْلاَهُم الْحَقِّ ﴾ وفي متولِّي الرد قولان :
أحدهما : أنهم الملائكة التي توفتهم.
والثاني : أنه الله بالبعث والنشور.
وفي ردهم إلى الله وجهان :
أحدهما : معناه ردهم إلى تدبير الله وحده، لأن الله دبرهم عند خلقهم وإنشائهم، مكَّنهم من التصرف فصاروا في تدبير أنفسهم، ثم كَفَّهم عنه بالموت فصاروا في تدبير الله كالحالة الأولى، فصاروا بذلك مردودين إليه.
والثاني : أنهم ردوا إلى الموضع الذي لا يملك الحكم عليهم فيه إلا الله، فجعل الرد إلى ذلك الموضع رداً إليه.
فإن قيل : فكيف قال :﴿ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ ﴾ وقد قال :﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ ءَامَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لاَ مَوْلَى لَهُم ﴾ [ محمد : ١١ ]. قيل : عنه جوابان :
أحدهما : أنه قال هذا لأنهم دخلوا في جملة غيرهم من المؤمنين المردودين فعمَّهم اللفظ.
والثاني : أن المولى قد يعبر به عن الناصر تارة وعن السيد أخرى، والله لا يكون ناصراً للكافرين، وهو سيد الكافرين والمؤمنين.
و﴿ الْحَقِّ ﴾ هنا يحتمل ثلاثة أوجه :
أحدهما : أن الحق هو من أسمائه تعالى.
والثاني : لأنه مستحق الرد عليه.
والثالث : لحُكْمِهِ فيهم بالرد. أ هـ ﴿النكت والعيون حـ ٢ صـ ﴾
وقال ابن كثير :
وقوله :﴿ ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ ﴾ قال ابن جرير :﴿ ثُمَّ رُدُّوا ﴾ يعني : الملائكة ﴿ إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ ﴾


الصفحة التالية
Icon