قال ابن عطية : ويحتمل أن يكون من الجرح كأن الذنب جرح في الدين والعرب تقول : وجرح اللسان كجرح اليد.
وقال مكي : أصل الاجتراح عمل الرجل بجارحة من جوارحه يده أو رجله ثم كثر حتى قيل لكل مكتسب مجترح وجارح، وظاهر قوله :﴿ ما جرحتم ﴾ العموم في المكتسب خيراً كان أو شراً.
وقال الزمخشري : ما كسبتم من الآثام ؛ انتهى، وهو قول ابن عباس.
وقال قتادة : ما عملتم.
وقال مجاهد : ما كسبتم والبعث هنا هو التنبه من النوم والضمير في ﴿ فيه ﴾ عائد على ﴿ النهار ﴾ قاله مجاهد وقتادة والسدي، عاد عليه لفظاً والمعنى في يوم آخر كما تقول : عندي درهم ونصفه وقال عبد الله بن كثير يعود على التوفي أي يوقظكم في التوفي أي في خلاله وتضاعيفه.
وقيل : يعود على الليل.
وقال الزمخشري : ثم يبعثكم من القبور في شأن ذلك الذي قطعتم به أعماركم من النوم بالليل وكسب الآثام بالنهار، ومن أجله، كقولك : فيم دعوتني فتقول : في أمر كذا ؛ انتهى.
وحمله على البعث من القبور ينبو عنه قوله :﴿ ليقضى أجل مسمى ﴾ لأن المعنى والله أعلم أنه تعالى يحييهم في هاتين الحالتين من النوم واليقظة ليستوفوا ما قدر لهم من الآجال والأعمار المكتوبة، وقضاء الأجل فصل مدّة العمر من غيرها ومسمى في علم الله أو في اللوح المحفوظ أو عند تكامل الخلق ونفخ الروح، ففي الصحيح أن الملك يقول عند كمال ذلك.
فما الرزق فما الأجل.
وقال الزمخشري : هو الأجل الذي سماه وضربه لبعث الموتى وجزائهم على أعمالهم ﴿ ثم إليه مرجعكم ﴾ هو المرجع إلى موقف الحساب ﴿ ثم ينبئكم بما كنتم تعملون ﴾ في ليلكم ونهاركم ؛ انتهى.
وقال غيره : كابن جبير : مرجعكم بالموت الحقيقي.
ولما ذكر تعالى النوم واليقظة كان ذلك تنبيهاً على الموت والبعث وإن حكمهما بالنسبة إليه تعالى واحد فكما أنام وأيقظ يميت ويحيي.
وقرأ طلحة وأبو رجاء ليقضي أجلاً مسمى بنى الفعل للفاعل ونصب أجلاً أي ليتم الله آجالهم كقوله :﴿ فلما قضى موسى الأجل ﴾ وفي قراءة الجمهور، ويحتمل أن يكون الفاعل المحذوف ضميره أو ضميرهم. أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ٤ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon