وقال الشيخ الشعراوى :
﴿ وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ (٦٦) ﴾
ما الذي كذب به القوم؟ المقصود هو القرآن أو المنهج عامة ؛ لأن المنهج الإيماني يشمل القرآن ويشمل ما آتى به الرسول عليه الصلاة والسلام. فالقرآن معجزة مشتملة على الأصول. وجاء الرسول ﷺ بالسنُّة ليبين ويشرِّع. ولذلك نرد على هؤلاء الذين يطلبون كل حكم من الأحكام من القرآن ونقول :
إن القرآن جاء معجزة تتكلم عن أصول العقيدة، والرسول ﷺ جاء بالتشريعات التي تكمل المنهج، ومثال ذلك عدد الصلوات في كل فرض من الفروض الخمسة وعدد ركعات كل فرض من فروض الصلوات الخمس. إن القرآن لم يذكرها، ولكن أوضحها لنا رسول الله ﷺ، فهو القائل في حديث شريف :" صلوا كما رأيتموني أصلي ". والرسول ﷺ مفوض بالتشريع بنص القرآن الكريم :﴿ وَمَآ آتَاكُمُ الرسول فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فانتهوا ﴾ [ الحشر : ٧ ].
ونحن نصلي كما صلى رسول الله ﷺ. ونزكي بنصاب الزكاة الذي حدده رسول الله ﷺ، ونحج إلى بيت الله الحرام كما حج رسول الله ﷺ، وقد أنزل سبحانه القرآن، ورسول الله ﷺ هو أول من طبق القرآن والسنة. ﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذكر لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [ النحل : ٤٤ ].
أي أن هناك من الأمور العقدية التي أنزلها الحق مجملة في القرآن وفصلها للمؤمنين رسول الله ﷺ بتكليف من الحق. وطاعة رسول الله ﷺ واجبة بنص القرآن وهي ضمن طاعة الحق سبحانه وتعالى، فالحق يقول مرة :﴿ قُلْ أَطِيعُواْ الله والرسول ﴾ [ آل عمران : ٣٢ ].
وهنا طاعة الرسول غير مكررة إنها ضمن طاعة الله.