وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي في الآية قال : كان المشركون إذا جالسوا المؤمنين وقعوا في النبي ﷺ والقرآن فسبوه واستهزأوا به، فأمرهم الله أن لا يقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن محمد بن سيرين في قوله ﴿ وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا ﴾ قال : كان يرى أن هذه الآية نزلت في أهل الأهواء.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو نعيم في الحلية عن أبي جعفر قال : لا تجالسوا أهل الخصومات فإنهم الذين يخوضون في آيات الله.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن محمد بن علي قال : أن أصحاب الأهواء من الذين يخوضون في آيات الله.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عي ابن جريج قال : كان المشركون يجلسون إلى النبي ﷺ يحبون أن يسمعوا منه، فإذا سمعوا استهزأوا، فنزلت ﴿ وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم.
... ﴾ الآية. قال فجعلوا إذا استهزأوا قام فحذروا، وقالوا : لا تستهزأوا فيقوم، فذلك قوله ﴿ لعلهم يتقون ﴾ إن يخوضوا فيقوم، ونزل ﴿ وما على الذين يتقون من حسابهم من شيء ﴾ أن تقعد معهم ولكن لا تعقد، ثم نسخ ذلك قوله بالمدينة ﴿ وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم ﴾ [ النساء : ١٤٠ ] إلى قوله ﴿ إنكم إذاً مثلهم ﴾ [ النساء : ١٤٠ ] نسخ قوله ﴿ وما على الذين يتقون من حسابهم من شيء ﴾ الآية.
وأخرج الفريابي وأبو نصر السجزي في الإِبانة عن مجاهد في قوله ﴿ وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا ﴾ قال : هم أهل الكتاب، نهى أن يقعد معهم إذا سمعهم يقولون في القرآن غير الحق.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي وائل قال : إن الرجل ليتكلم بالكلمة من الكذب ليضحك بها جلساءه فيسخط الله عليه، فذكر ذلك لإِبراهيم النخعي فقال : صدق، أو ليس ذلك في كتاب الله ﴿ وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم... ﴾ الآية.