فصل


قال القرطبى :
في هذه الآية ردٌّ من كتاب الله عز وجل على من زعم أن الأئمة الذين هم حُجَجٌ وأتباعَهم لهم أن يخالطوا الفاسقين ويصوّبوا آراءهم تَقِيّة.
وذكر الطبريّ عن أبي جعفر محمد بن عليّ ( رضي الله عنه ) أنه قال : لا تجالسوا أهل الخصومات، فإنهم الذين يخوضون في آيات الله.
قال ابن العربيّ : وهذا دليل على أن مجالسة أهل الكبائر لا تحِلّ.
قال ابن خُوَيْزَمَنْدَاد : من خاض في آيات الله تُركت مجالسته وهُجر، مؤمناً كان أو كافراً.
قال : وكذلك منع أصحابنا الدخولَ إلى أرض العدوّ ودخولَ كنائسهم والبِيعَ، ومجالسةَ الكفار وأهلِ البِدَع، وألاّ تُعتقد مودّتهم ولا يُسمع كلامهم ولا مناظرتهم.
وقد قال بعض أهل البِدع لأبي عِمران النَّخَعِيّ : اسمع مني كلمة ؛ فأعرض عنه وقال : ولا نصف كلمة.
ومثله عن أيوب السِّختِيانيّ.
وقال الفُضيل بن عِيَاض : من أحبّ صاحبَ بدعة أحبط الله عمله وأخرج نور الإسلام من قلبه، ومن زوّج كريمته من مُبْتدِع فقد قطع رَحِمَها، ومن جلس مع صاحب بِدْعة لم يُعط الحكمة، وإذا علم الله عز وجل من رجل أنه مُبغِض لصاحب بِدْعة رجَوْتُ أن يغفر الله له.
وروى أبو عبد الله الحاكم عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله ﷺ :" من وَقّر صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام " فبطل بهذا كُلِّه قولُ مَن زعم أن مجالستهم جائزة إذا صانوا أسماعهم. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٧ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon