وقال النسفى :
﴿ قُلْ هُوَ القادر ﴾ هو الذي عرفتموه قادراً أو هو الكامل القدرة فاللام يحتمل العهد والجنس ﴿ على أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مّن فَوْقِكُمْ ﴾ كما أمطر على قوم لوط وعلى أصحاب الفيل الحجارة ﴿ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ ﴾ كما غرّق فرعون وخسف بقارون، أو من قبل سلاطينكم وسفلتكم، أو هو حبس المطر والنبات ﴿ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً ﴾ أو يخلطكم فرقاً مختلفين على أهواء شتى، كل فرقة منكم مشايعة لإمام.
ومعنى خلطهم أن ينشب القتال بينهم فيختلطوا ويشتبكوا في ملاحم القتال ﴿ وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ ﴾ يقتل بعضكم بعضاً.
والبأس السيف وعنه عليه الصلاة والسلام " سألت الله تعالى أن لا يبعث على أمتي عذابا من فوقهم أو من تحت أرجلهم فأعطاني ذلك أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعني وأخبرني جبريل أن فناء أمتي بالسيف " ﴿ انظر كَيْفَ نُصَرّفُ الآيات ﴾ بالوعد والوعيد ﴿ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ ﴾. أ هـ ﴿تفسير النسفى حـ ٢ صـ ١٧﴾


الصفحة التالية
Icon