قال صاحب "الكشاف" : فاعل يؤخذ ليس هو قوله :﴿عَدْلٍ﴾ لأن العدل ههنا مصدر، فلا يسند إليه الأخذ.
وأما في قوله :﴿وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ﴾ فبمعنى المفدى به، فصح إسناده إليه.
فنقول : الأخذ بمعنى القبول وارد.
قال تعالى :﴿وَيَأْخُذُ الصدقات﴾ أي يقبلها.
وإذا ثبت هذا فيحمل الأخذ ههنا على القبول، ويزول السؤال.
والله أعلم.
والمقصود من هذه الآية : بيان أن وجوه الخلاص على تلك النفس منسدة، فلا ولي يتولى دفع ذلك المحذور، ولا شفيع يشفع فيها، ولا فدية تقبل ليحصل الخلاص بسبب قبولها حتى لو جعلت الدنيا بأسرها فدية من عذاب الله لم تنفع.
فإذا كانت وجوه الخلاص هي هذه الثلاثة في الدنيا، وثبت أنها لا تفيد في الآخرة ألبتة، وظهر أنه ليس هناك إلا الإبسال الذي هو الارتهان والانغلاق والاستسلام، فليس لها ألبتة دافع من عذاب الله تعالى، وإذا تصور المرء كيفية العقاب على هذا الوجه يكاد يرعد إذا أقدم على معاصي الله تعالى.
ثم إنه تعالى بين ما به صاروا مرتهنين وعليه محبوسين، فقال ﴿لَهُمْ شَرَابٌ مّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ﴾ وذلك هو النهاية في صفة الإيلام. والله أعلم. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٣ صـ ٢٣ ـ ٢٤﴾