قال الزجاج قوله :﴿يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً﴾ يخلط أمركم خلط اضطراب لا خلط اتفاق، فيجعلكم فرقاً ولا تكونون فرقة واحدة، فإذا كنتم مختلفين قاتل بعضكم بعضاً وهو معنى قوله :﴿وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ﴾ عن ابن عباس رضي الله عنهما : لما نزل جبريل عليه السلام بهذه الآية شق ذلك على الرسول عليه الصلاة والسلام وقال :" ما بقاء أمتي إن عوملوا بذلك " فقال له جبريل : إنما أنا عبد مثلك فادع ربك لأمتك، فسأل ربه أن لا يفعل بهم ذلك.
فقال جبريل : إن الله قد أمنهم من خصلتين أن لا يبعث عليهم عذاباً من فوقهم كما بعثه على قوم نوح ولوط، ولا من تحت أرجلهم كما خسف بقارون ولم يجرهم من أن يلبسهم شيعاً بالأهواء المختلفة ويذيق بعضهم بأس بعض بالسيف.
وعن النبي ﷺ :" إن أمتي ستفترق على ثنتين وسبعين فرقة الناجية فرقة " وفي رواية أخرى كلهم في الجنة إلا الزنادقة. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٣ صـ ١٩ ـ ٢٠﴾