فصل


قال السمرقندى :
﴿ وَأَنْ أَقِيمُواْ الصلاة ﴾
يعني : وأمرنا بالهدى وبالعمل : يعني : أقيموا الصلاة ﴿ واتقوه ﴾ يعني : وحّدوه.
ويقال : أطيعوه ويقال : هذا عطف على قوله : و﴿ لَهُ أصحاب يَدْعُونَهُ إِلَى الهدى ﴾ وإلى إقامة الصلاة.
ويقال : معناه : أمرنا بالإسلام، وبإقامة الصلاة ﴿ واتقوه ﴾ يعني : وحّدوه.
وقيل : أطيعوه. أ هـ ﴿بحر العلوم حـ ١ صـ ﴾
وقال ابن عطية :
﴿ وأن أقيموا ﴾ يتجه أن يكون بتأويل وإقامة فهو عطف على المفعول المقدر في ﴿ أمرنا ﴾ [ الأنعام : ٧١ ]، وقيل بل هو معطوف على قوله ﴿ لنسلم ﴾ [ الأنعام : ٧١ ] تقديره لأن نسلم ﴿ وأن أقيموا ﴾.
قال القاضي أبو محمد : وهذا قول الزجاج واللفظ يمانعه وذلك أن قوله " لأن نسلم " معرب، وقوله ﴿ أن أقيموا ﴾ مبني وعطف المبني على المعرب لا يجوز لأن العطف يقتضي التشريك في العامل اللهم إلا أن تجعل العطف في " أن " وحدها وذلك قلق وإنما يتخرج على أن يقدر قوله ﴿ وأن أقيموا ﴾ بمعنى لنقيم ثم خرجت بلفظ الأمر لما في ذلك من جزالة اللفظ فجاز العطف على أن يلغى حكم اللفظ ويعول على المعنى، ويشبه هذا من جهة " ما " ما حكاه يونس عن العرب : أدخلوا الأول فالأول بالنصب، وقال الزجّاج أيضاً : يحتمل أن يكون ﴿ وأن أقيموا ﴾ معطوفاً على ﴿ ائتنا ﴾ [ الأنعام : ٧١ ].
قال القاضي أبو محمد : وفيه بعد، والضمير في قوله ﴿ واتقوه ﴾ عائد على رب العالمين ﴿ وهو ﴾ ابتداء وما بعده وهو لفظ خبر يتضمن التنبيه والتخويف. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٢ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon