فصل


قال الفخر :
هذا الكلام لا يمكن حمله على ظاهره.
بل المراد وجهت عبادتي وطاعتي، وسبب جواز هذا المجاز أن من كان مطيعاً لغيره منقاداً لأمره، فإنه يتوجه بوجهه إليه، فجعل توجيه الوجه إليه كناية عن الطاعة.
وأما قوله :﴿لِلَّذِى فَطَرَ السموات والأرض﴾ ففيه دقيقة : وهي أنه لم يقل وجهت وجهي إلى الذي فطر السموات والأرض.
بل ترك هذا اللفظ وذكر قوله :﴿وَجَّهْتُ وَجْهِىَ لِلَّذِى﴾ والمعنى : أن توجيه وجه القلب ليس إليه، لأنه متعال عن الحيز والجهة، بل توجيه وجه القلب إلى خدمته وطاعته لأجل عبوديته، فترك كلمة "إلى" هنا والاكتفاء بحرف اللام دليل ظاهر على كون المعبود متعالياً عن الحيز والجهة، ومعنى فطر أخرجهما إلى الوجود، وأصله من الشق، يقال : تفطر الشجر بالورق والورد إذا أظهرهما، وأما الحنيف فهو المائل قال أبو العالية : الحنيف الذي يستقبل البيت في صلاته، وقيل إنه العادل عن كل معبود دون الله تعالى. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٣ صـ ٤٧ ـ ٤٨﴾


الصفحة التالية
Icon