وقال الآلوسى :
﴿ وَوَهَبْنَا لَهُ ﴾ أي لإبراهيم عليه السلام ﴿ إسحاق ﴾ وهو ولده من سارة عاش مائة وثمانين سنة.
وفي "نديم الفريد" أن معنى إسحاق بالعربية الضحاك ﴿ وَيَعْقُوبَ ﴾ وهو ابن إسحاق عاش مائة وسبعاً وأربعين سنة، والجملة عطف على قوله تعالى :﴿ وَتِلْكَ حُجَّتُنَا ﴾ [ الأنعام : ٨٣ ] الخ، وعطف الفعلية على الاسمية مما لا نزاع في جوازه، ويجوز على بعد أن تكون عطفاً على جملة ﴿ ءاتيناها ﴾ [ الأنعام : ٨٣ ] بناء على أنها لا محل لها من الإعراب كما هو أحد الاحتمالات.
وقوله تعالى :﴿ كَلاَّ ﴾ مفعول لما بعده وتقديمه عليه للقصر لا بالنسبة إلى غيرهما بل بالنسبة إلى أحدهما أي كل واحد منهما ﴿ هَدَيْنَا ﴾ لا أحدهما دون الآخر، وقيل : المراد كلا من الثلاثة، وعليه الطبرسي.
واختار كثير من المحققين الأول لأن هداية إبراهيم عليه السلام معلومة من الكلام قطعا وترك ذكر المهدي إليه لظهور أنه الذي أوتى إبراهيم عليه السلام فإنهما ( متعبدان به.
وقال الجبائي : المراد هديناهم بنيل الثواب والكرمات.
﴿ وَنُوحاً ﴾ قال شيخ الإسلام : منصوب بمضمر يفسره ﴿ هَدَيْنَا مِن قَبْلُ ﴾ ولعله إنما لم يجعله مفعولاً مقدماً للمذكور لئلا يفصل بين العاطف والمعطوف بشيء أو يخلو التقديم عن الفائدة السابقة أعني القصر ولا يحلو ذلك عن تأمل أي من قبل إبراهيم عليه السلام ونوح كما قال الجواليقي أعجمي معرب زاد الكرماني : ومعناه بالسريانية الساكن، وقال الحاكم في "المستدرك" : إنما سمي نوحاً لكثرة بكائه على نفسه واسمه عبد الغفار، والأول : أثبت عندي، وأكثر الصحابة رضي الله تعالى عنه كما قال الحاكم أنه عليه السلام كان قبل إدريس عليه السلام.
وذكر النسابون أنه ابن لمك بفتح اللام وسكون الميم بعدها كاف ابن متوشلخ بفتح الميم وتشديد المثناة المضمومة بعدها واواً ساكنة وفتح الشين المعجمة واللام والخاء المعجمة ابن أخنوخ بفتح المعجمة وضم النون الخفيفة وبعدها واو ساكنة ثم معجمة وهو إدريس فيما يقال.


الصفحة التالية
Icon