والمراد بـ ﴿ من يشاء ﴾ الّذين اصطفاهم الله واجتباهم وهو أعلم بهم وباستعدادهم لهديه ونبذهم المكابرة وإقبالهم على طلب الخير وتطلّعهم إليه وتدرّجهم فيه إلى أن يبلغوا مرتبة إفاضة الله عليهم الوحيَ أو التّوفيق والإلهام الصادق.
ففي قوله :﴿ من يشاء ﴾ من الإبهام ما يبعث النّفوس على تطلّب هُدى الله تعالى والتّعرّض لنفحاته، وفيه تعريض بالمشركين الّذين أنكروا نبوءة محمّد ﷺ حسداً، ولذلك أعقبه بقوله ﴿ ولو أشركوا لحَبِط عنهم ما كانوا يعملون ﴾ تفظيعاً لأمر الشرك وأنّه لا يغتفر لأحد ولو بلغ من فضائل الأعمال مبلغاً عظيماً مثل هؤلاء المعدودين المنوّه بهم.
والواو للحال.
و"حبط" معناه تلف، أي بطل ثوابه.
وقد تقدّم في قوله تعالى :﴿ ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم ﴾ في سورة [ البقرة : ٢١٧ ]. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ٦ صـ ﴾