وقال أبو السعود :
﴿ وَزَكَرِيَّا ﴾ وهو ابنُ آذَنَ ﴿ ويحيى ﴾ ابنُه ﴿ وَعِيسَى ﴾ هو ابنُ مريم، وفيه دليلٌ على أن الذرية تتناول أولادَ البنات ﴿ وَإِلْيَاسَ ﴾ قيل : هو إدريسُ جدُّ نوحٍ، فيكونُ البيانُ مخصوصاً ( بمِنْ ) في الآية الأولى، وقيل : هو من أسباطِ هارونَ أخي موسى عليهما السلام ﴿ كُلٌّ ﴾ أي كلُّ واحدٍ من أولئك المذكورين ﴿ مّنَ الصالحين ﴾ أي من الكاملين في الصلاحِ الذي هو عبارةٌ عن الإتيان بما ينبغي، والتحرُّز عما لا ينبغي، والجملة اعتراضٌ جيءَ به للثناءِ عليهم بالصلاح. أ هـ ﴿تفسير أبى السعود حـ ٣ صـ ﴾
فصل
قال الآلوسى :
﴿ وَزَكَرِيَّا ﴾ هو ابن ازن بن بركيا كان من ذرية سليمان عليهما السلام وقتل بعد قتل ولده وكان له يوم بشر به اثنتان وتسعون، وقيل : تسع وتسعون، وقيل : مائة وعشرون سنة وهو اسم أعجمي وفيه خمس لغات أشهرها المد والثانية القصر وقرىء بهما في السبع وَزكَرِيُّ بتشديد الياء وتخفيفها وزكر كقلم.
﴿ ويحيى ﴾ ابنه وهو اسم أعجمي، وقيل : عربي، وعلى القولين كما قال الواحدي لا ينصرف، وسمي بذلك على القول الثاني لأنه حيي به رحم أمه، وقيل : غير ذلك ﴿ وَعِيسَى ﴾ ابن مريم وهو اسم عبراني أو سرياني وفي "الصحيح" "أنه ربعة أحمر كأنما خرج من ديماس" وفي ذكره عليه السلام دليل على أن الذرية يتناول أولاد البنات لأن انتسابه ليس إلا من جهة أمه وأورد عليه أنه ليس له أب يصرف إضافته إلى الأم إلى نفسه فلا يظهر قياس غيره عليه في كونه ذرية لجده من الأم.