عليه السلام وهو من هاجر واليسع قال زيد بن أسلم وهو يوشع بن نون، وقال غيره : هو أليسع بن أخطوب بن العجوز، وقرأ جمهور الناس " وأليسع " وقرأ حمزة والكسائي " والليسع " كأن الألف واللام دخلت على فيعل، قال أبو علي الفارسي : فالألف واللام في " اليسع " زائدة لا تؤثر معنى تعريف لأنها ليست للعهد كالرجل والغلام ولا للجنس كالإنسان والبهائم ولا صفة غالبة كالعباس والحارث لأن ذلك يلزم عليه أن يكون " اليسع " فعلاً، وحينئذ يجري صفة. وإذا كان فعلاً وجب أن يلزمه الفاعل ووجب أن يحكى إذ هي جملة ولو كان كذلك لم يجز لحاق اللام له إذ اللام لا تدخل على الفعل فلم يبق إلا أن تكون الألف واللام زائدة كما هي زائدة في قولهم الخمسة العشر درهماً، وفي قول الشاعر :[ الرجز ]
يا ليت أمَّ العمرِ كَانَتْ صَاحبي... بالعين غير منقوطة، وفي قوله :[ الطويل ]
وَجَدْنَا الوليدَ بْنَ اليزيدِ مُبَارَكاً... شديداً بأعباءِ الخلافةِ كاهِلُهْ
قال وأما الليسع فالألف واللام فيه بمنزلتها في الحارث والعباس لأنه من أبنية الصفات لكنها بمنزلة " اليسع " في أنه خارج عما عليه الأسماء الأعجمية إذ لم يجىء فيها شيء هو على هذا الوزن كما لم يجىء منها شيء فيه لام تعريف فهما من الأسماء الأعجمية إلا أنهما مخالفات للأسماء فيما ذكر.
قال القاضي أبو محمد رضي الله عنه : وأما اليزيد فإنه لما سمي به أزيل منه معنى الفعل وأفردت فيه الاسمية فحصل علماً وزيدت فيه الألف واللام لا لتعريف، وقال الطبري دخلت الألف واللام إتباعاً للفظ الوليد، ﴿ ويونس ﴾ هو ابن متَّى ويقال يونس ويونَس ويونُس وكذلك يوسِف ويوسَف ويوسُف وبكسر النون من يونِس والسين من يوسِف قرأ الحسن وابن مصرف وابن وثاب وعيسى بن عمر والأعمش في جميع القرآن و﴿ العالمين ﴾ معناه عالمي زمانهم. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٢ صـ ﴾
ومن فوائد الإمام القرطبى فى الآيات
قال رحمه الله :