الله الواحد القهار} [ يوسف : ٣٩ ].
ولما كان يوسف عليه السلام ممن أعلى الله كلمته على كلمة ملك مصر وأعز ملكها وأهلها وأحياهم به، أتبعه من أعلى الله كلمتهما على كلمة ملك مصر وأهلها وأهلكهم بهما، فكأن بعض قصصهم وفاق، وبعضها تقابل وطباق، فقال :﴿وموسى وهارون﴾ ولما كان التقدير : هديناهم جزاء لإحسانهم باهتدائهم في أنفسهم ودعائهم لغيرهم إلى الهدى، لم يشغل أحداً منهم منحةُ السراء ولا محنة الضراء، عطف عليه قوله :﴿وكذلك﴾ أي ومثل ما جزيناهم ﴿نجزي المحسنين﴾ أي كلهم، ففي ذلك إشارة إلى علو مقامهم من هذه الجهة، وهي أنهم من أهل السراء المطفئة والضراء المسنية، ومع ذلك فقد أحسنوا ولم يفتروا ولم ينوا. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٢ صـ ٦٦٤ ـ ٦٦٧﴾
" القراءات والوقوف "
قال العلامة النيسابورى رحمه الله :
القراءات :﴿ واليسع ﴾ بتشديد اللام : حمزة وعلي وخلف. الباقون : بالتخفيف، ﴿ اقتده ﴾ بإشباع الهاء : ابن عامر الحلواني عن هشام مختلسة، وبحذف الهاء في الوصل : سهل ويعقوب وحمزة وعلي وخلف. الباقون : بسكون هاء السكت على الأصل.
الوقوف :﴿ ويعقوب ﴾ ط ﴿ كلاً هدينا ﴾ ج لأن ﴿ ونوحاً ﴾ مفعول ما بعده، ولو وصل التبس بأنه مفعول ما قبله مع اتفاق الجملتين ﴿ وهارون ﴾ ط ﴿ المحسنين ﴾ ه لا للعطف ﴿ وإلياس ﴾ ط ﴿ من الصالحين ﴾ ه لا للعطف ﴿ ولوطا ﴾ ط ﴿ العالمين ﴾ ه لا للعطف. ﴿ وإخوانهم ﴾ ج لبيان أن قوله ﴿ واجتبيناهم ﴾ يعود إلى قوله ﴿ كلاً هدينا ﴾ كقوله ﴿ وممن هدينا واجتبينا ﴾ [ مريم : ٥٨ ] ولاحتمال الواو الحال أي وقد اجتبيناهم وذكر هديناهم بعده ﴿ مستقيم ﴾ ه ﴿ من عباده ﴾ ط ﴿ يعملون ﴾ ه ﴿ والنبوّة ﴾ ج ﴿ بكافرين ﴾ ه ﴿ اقتده ﴾ ط ﴿ أجراً ﴾ ط ﴿ للعالمين ﴾ ه. أ هـ ﴿غرائب القرآن حـ ٣ صـ ١١١ ـ ١١٢﴾


الصفحة التالية
Icon