وقال القرطبى :
وقوله ﴿ وَعُلِّمْتُمْ مَّا لَمْ تعلموا أَنتُمْ وَلاَ آبَاؤُكُمْ ﴾ للمسلمين.
وهذا يصحّ على قراءة من قرأ "يجعلونه قراطيس يبدونها ويخفون" بالياء.
والوجه على قراءة التاء أن يكون كله لليهود، ويكون معنى "وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا" أي وعلّمتم ما لم تكونوا تعلمونه أنتم ولا آباؤكم، على وجه المَنّ عليهم بإنزال التوراة.
وجعلت التوراة صُحُفاً فلذلك قال "قراطيس تبدونها" أي تبدون القراطيس.
وهذا ذَمّ لهم ؛ ولذلك كره العلماء كتب القرآن أجزاء.
﴿ قُلِ الله ﴾ أي قل يا محمد الله الذي أنزل ذلك الكتاب على موسى وهذا الكتاب عليّ.
أو قل الله علمكم الكتاب. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٧ صـ ﴾
قوله تعالى ﴿ثُمَّ ذَرْهُمْ فِى خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ﴾
قال الفخر :
المعنى أنك إذا أقمت الحجة عليهم وبلغت في الأعذار والأنذار وهذا المبلغ العظيم فحينئذ لم يبق عليك من أمرهم شيء ألبتة، ونظيره قوله تعالى :﴿إِنْ عَلَيْكَ إِلاَّ البلاغ ﴾. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٣ صـ ٦٥﴾