لو رأيتهم بين ساجد وراكع وذليل مخمول متواضع ومنكسر الطرف من الخوف خاشع فإذا جن الليل حن الجازع ( تتجافى جنوبهم عن المضاجع ) نفوسهم بالمحبة علقت وقلوبهم بالأشواق فلقت وأبدانهم للخدمة خلقت يقومون إذا انطبقت أجفان الهاجع ( تتجافى جنوبهم عن المضاجع ) يبادرون بالعمل الأجل ويجتهدون في سد الخلل ويعتذرون من ماضي الزلل والدمع لهم شافع ( تتجافى جنوبهم عن المضاجع ) سبق والله القوم بكثرة الصلاة والصوم فإذا أقبل الليل حاربوا النوم والعزم في الطوالع ( تتجافى جنوبهم عن المضاجع )
ينادي منادي تائبهم لا أعود والمنعم ينعم بالقبول ويجود هم والله من الكون المقصود فما حيلة المطرود والمعطي مانع ( تتجافى جنوبهم عن المضاجع ) كن يا هذا رفيقهم ولج وإن شق مضيقهم واسلك ولو يوما طريقهم فالطريق واسع ( تتجافى جنوبهم عن المضاجع ) اهجر بالنهار طيب الطعام ودع في الدجى لذيذ المنام وقل لأغراض النفس سلام والله يدعو إلى دار السلام فما يقعد السامع ( تتجافى جنوبهم عن المضاجع ) يا من يرجو مقام الصالحين وهو مقيم مع الغافلين ويأمل منازل المقربين وهو ينزل مع المذنين دع هذا الواقع الصدق الصدق فيه تسلم الجد الجد فيه تغنم البدار البدار قبل أن تندم هذا هو الدواء النافع ( تتجافى جنوبهم عن المضاجع ) والله أعلم. أ هـ ﴿التبصرة / لابن الجوزى حـ ٢ صـ ٣١٠ ـ ٣٢٦﴾