وقال ابن عطية :
قوله تعالى ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا ﴾
هذه الفاظ عامة فكل من واقع شيئاً مما يدخل تحت هذه الألفاظ فهو داخل في الظلم الذي قد عظمه الله تعالى بقول :﴿ ومن أظلم ﴾ أي لا أحد أظلم وقال قتادة وغيره : المراد بهذه الآيات مسيلمة والأسود العنسي، وذكروا برؤية النبي عليه السلام للسوارين وقال السدي : المراد بها عبد الله بن سعد بن أبي سرح الغامدي وكان يكتب للنبي ﷺ الوحي وكان أخا عثمان بن عفان من الرضاعة فلما نزلت ﴿ ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاماً فكسونا العظام لحماً ثم أنشأناه خلقاً آخر ﴾ [ المؤمنون : ١٤ ] فقال عبد الله بن سعد من تلقاء نفسه ﴿ فتبارك الله أحسن الخالقين ﴾ [ المؤمنون : ٢٣ ] فقال له رسول الله ﷺ :" اكتبها فهكذا أنزلت "، فتوهم عبد الله ولحق بمكة مرتداً وقال أنا أنزل مثل ما أنزل الله، وروي عنه أيضاً أن النبي عليه السلام ربما أملى عليه " والله غفور رحيم " فبدلها هو " والله سميع عليم " فقال النبي عليه السلام :" ذلك سواء ونحو هذا "، وقال عكرمة : أولها في مسيلمة والأخر في عبد الله بن سعد بن أبي سرح، وذكر الزهراوي والمهدوي أن الآية نزلت في النضر بن الحارث لأنه عارض القرآن بقوله والزارعات زرعاً والخابزات خبزاً إلى غير ذلك من السخافات.
قال القاضي أبو محمد رضي الله عنه : فخصص المتأولون في هذه الآيات ذكر قومٍ قد يمكن أن كانوا أسباب نزولها ثم هي إلى يوم القيامة تتناول من تعرض شيئاً من معانيها كطليحة الأسدي والمختار بن أبي عبيد وسواهما وقرأ الجمهور " سأنزل مثل ما أنزل " بتخفيف وقرأ أبو حيوة " سأنَزّل " بفتح النون وتشديد الزاي. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٢ صـ ﴾
وقال القرطبى :