وفتح على يديه إفرِيقِيّة سنة سبع وعشرين، وغزا منها الأساود من أرض النُّوبَة سنة إحدى وثلاثين، وهو هادنهم الهُدْنة الباقية إلى اليوم.
وغزا الصَّوارِي من أرض الرُّوم سنة أربع وثلاثين ؛ فلما رجع من وِفاداته منعه ابن أبي حُذيفة من دخول الفُسْطَاط، فمضى إلى عَسْقلان، فأقام فيها حتى قُتل عثمان رضي الله عنه.
وقيل : بل أقام بالرَّمْلة حتى مات فارًّا من الفتنة.
ودعا ربه فقال : اللَّهُمَّ اجعل خاتمة عملي صلاة الصبح ؛ فتوضأ ثم صلّى فقرأ في الركعة الأولى بأم القرآن والعاديات، وفي الثانية بأم القرآن وسورة، ثم سلّم عن يمينه، ثم ذهب يسلّم عن يساره فقبض الله روحه.
ذكر ذلك كلّه يزيدُ بن أبي حبيب وغيرُه.
ولم يُبايع لعليّ ولا لمعاوية رضي الله عنهما.
وكانت وفاته قبل اجتماع الناس على معاوية.
وقيل : إنه تُوُفِّي بإفريقِيّة.
والصحيح أنه تُوُفِّيَ بعَسْقلان سنة ست أو سبع وثلاثين.
وقيل : سنة ست وثلاثين.
وروى حفص بن عمر عن الحَكم بن أبَان عن عكرمة أن هذه الآية نزلت في النّضر بن الحارث ؛ لأنه عارض القرآن فقال : والطاحنات طحناً.
والعاجنات عجناً.
فالخابزات خبزاً.
فاللاقمات لقماً. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٧ صـ ﴾
وقال أبو حيان :
﴿ ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً أو قال أوحي إليّ ولم يوحَ إليه شيء ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله ﴾
ذكر الزهراوي والمهدوي أن الآية نزلت في النضر بن الحارث قيل : وفي المستهزئين معه لأنه عارض القرآن بقوله : والزارعات زرعاً والخابزات خبزاً والطابخات طبخاً والطاحنات طحناً واللاقمات لقماً إلى غير ذلك من السخافات، وقال قتادة وغيره : المراد بها مسيلمة الحنفي والأسود العنسي وذكروا رؤية الرسول ﷺ للسوارين، وقال الزمخشري : وهو مسيلمة الحنفي أو كذاب صنعاء الأسود العنسي.


الصفحة التالية
Icon