قال الجوهري : والغَمْرة الشدة، والجمع غُمَر مثل نَوبة ونُوَب.
قال القُطَامِيّ يصف سفينة نوح عليه السلام :
وحَانَ لِتالِكَ الغُمَرِ انْحِسَارُ...
وغَمَراتُ الموت شدائده.
﴿ والملائكة باسطوا أَيْدِيهِمْ ﴾ ابتداء وخبر.
والأصل باسطون.
قيل : بالعذاب ومَطارق الحديد ؛ عن الحسن والضحاك.
وقيل : لقبض أرواحهم ؛ وفي التنزيل :﴿ وَلَوْ ترى إِذْ يَتَوَفَّى الذين كَفَرُواْ الملائكة يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ ﴾ [ الأنفال : ٥٠ ] فجمعت هذه الآية القولين.
يقال : بسط إليه يده بالمكروه.
﴿ أخرجوا أَنْفُسَكُمُ ﴾ أي خلصوها من العذاب إن أمكنكم، وهو توبيخ.
وقيل : أخرجوها كرهاً ؛ لأن روح المؤمن تَنْشَط للخروج للقاء ربه، وروح الكافر تُنْتَزع انتزاعا شديداً، ويقال : أيتها النفس الخبيثة اخرجي ساخطة مسخوطاً عليك إلى عذاب الله وَهَوانه ؛ كذا جاء في حديث أبي هريرة وغيره.
وقد أتينا عليه في كتاب "التذكرة" والحمد لله.
وقيل : هو بمنزلة قول القائل لمن يعذبه : لأذيقنّك العذاب ولأخرجنّ نفسك ؛ وذلك لأنهم لا يخرجون أنفسهم بل يقبضها مَلَك الموت وأعوانه.
وقيل : يقال هذا للكفار وهم في النار.
والجواب محذوف لعظم الأمر ؛ أي ولو رأيت الظالمين في هذه الحال لرأيت عذاباً عظيماً. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٧ صـ ﴾
وقال أبو حيان :
﴿ ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت ﴾ الظالمون عام اندرج فيه اليهود والمتنبئة وغيرهم.
وقيل : أل للعهد أي من اليهود ومن تنبأ وهم الذين تقدم ذكرهم.
﴿ والملائكة باسطو أيديهم ﴾ قال ابن عباس : بالضرب أي ملائكة قبض الروح يضربون وجوههم وأدبارهم عند قبضه وقاله الفراء وليس المراد مجرد بسط اليد لاشتراك المؤمنين والكافرين في ذلك وهذا أوائل العذاب وأمارته، وقال ابن عباس أيضاً يوم القيامة، وقال الحسن والضحاك : بالعذاب، وقال الحسن أيضاً : هذا يكون في النار.