وقال الآلوسى :
﴿ وَلَوْ تَرَى ﴾ أي تبصر، ومفعوله محذوف لدلالة الظرف في قوله تعالى ﴿ إِذِ الظالمون ﴾ عليه ثم لما حذف أقيم الظرف مقامه والأصل لو ترى الظالمين إذ هم، و﴿ إِذْ ﴾ ظرف لترى و﴿ الظالمون ﴾ مبتدأ، وقوله تعالى ﴿ فِى غَمَرَاتِ الموت ﴾ خبره و( إذ ) ظرف لترى، وتقييد الرؤية بهذا الوقت ليفيد أنه ليس المراد مجرد رؤيتهم بل رؤيتهم على حال فظيعة عند كل ناظر، وقيل : المفعول ﴿ إِذْ ﴾ والمقصود تهويل هذا الوقت لفظاعة ما فيه، وجواب الشرط محذوف أي لرأيت أمراً فظيعاً هائلاً، والمراد بالظالمين ما يشمل الأنواع الثلاثة من الإفتراء والقولين الأخيرين، والغمرة كما قال الشهاب في الأصل : المرة من غمر الماء ثم استعير للشدة وشاع فيها حتى صار كالحقيقة.
ومنه قول المتنبي
: وتسعدني في غمرة بعد غمرة...
سبوح لها منها عليها شواهد
والمراد هنا سكرات الموت كما روي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما.


الصفحة التالية
Icon