وقال الآلوسى :
﴿ فَالِقُ الإصباح ﴾ خبر لمبتدأ محذوف أي هو فالق أو خبر آخر لإن.
والإصباح بكسر الهمزة مصدر سمي به الصبح ؛ قال امرؤ القيس
: ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي...
يصبح وما الإصباح منك بأمثل
وقرأ الحسن بالفتح على أنه جمع صبح كقفل وأقفال.
وأنشد قوله
: أفنى رياحاً وبنى رياح...
تناسخ الإمساء والإصباح
بالكسر والفتح مصدرين وجمعي مسي وصبح.
والفالق الخالق على ما روي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما وقتادة والضحاك وقال غير واحد : الشاق.
واستشكل بأن الظاهر أن الظلمة هي التي تفلق عن الصبح.
وأجيب بأن الصبح صبحان، صادق وهو المنتشر ضوؤه معترضاً بالأفق، وكاذب وهو ما يبدو مستطيلاً وأعلاه أضوأ من باقيه وتعقبه ظلمة.
وعلى الأول : يراد فلقه عن بياض النهار أو يقال : في الكلام مضاف مقدر أي فالق ظلمة الإصباح بالأصباح وذلك لأن الأفق من الجانب الغربي والجنوبي مملوء من الظلمة والنور إنما ظهر في الجانب الشرقي فكأن الأفق كان بحراً مملوءاً من الظلمة فشق سبحانه ذلك البحر المظلم بأن أجرى جدولاً من النور فيه.