وهذه شهادة شهد بها لذاته قبل أن يخلق كل شيء، وقبل أن يخلق الملائكة، وشهدت بها ملائكته، وشهد بها أولو العلم. ﴿ شَهِدَ الله أَنَّهُ لاَ إله إِلاَّ هُوَ والملائكة وَأُوْلُواْ العلم قَآئِمَاً بالقسط ﴾ [ آل عمران : ١٨ ].
إذن فالله شهد بألوهيته من البداية، ومن أسمائه " المؤمن " ونحن مؤمنين بالله، وربنا المؤمن بأنه إله واحد، وهذا الإيمان منه أنه إله واحد، يخاطب كل شيء يريده وهو يعلم أن أي شيء لا يقدر أن يخالفه، إنه يخاطبه بقوله :" كن فيكون " ولأنه إله واحد يعلم أن أحداً أو شيئاً لم يخالفه، لذلك يباشر ملكه وهو العليم بأن الغير خاضع لأمره ولا يمكن أن يتخلف عن مراداته، أو نقول :" المؤمن " لما خلق ولمن خلق، أي منحهم الأمن والأمان فهو سبحانه القائل :﴿ الذي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ ﴾ [ قريش : ٤ ].
لقد أوضح الحق سبحانه لنا : أنتم خلقي فإن أخذتم منهجي أطعمكم من الجوع وآمنكم من الخوف.
﴿ ذلكم الله رَبُّكُمْ لا إله إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ﴾.
إذن فالمنطق يفرض علينا عبادته سبحانه، والأمر المنسجم مع المقدمة، أن لا رب، ولا إله إلا هو، إنه خالق كل شيء ؛ لذلك تكون عبادته ضرورة، ويتمثل ذلك أن تطيعه فيما أمر، وفيما نهى.
﴿ وَهُوَ على كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴾ [ الأنعام : ١٠٢ ].


الصفحة التالية
Icon