وهذا هو المراد من قوله أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة.
والوجه الثاني : أن تحصيل الولد بهذا الطريق إنما يصح في حق من لا يكون قادراً على الخلق والإيجاد والتكوين دفعة واحدة فلما أراد الولد وعجز عن تكوينه دفعة واحدة عدل إلى تحصيله بالطريق المعتاد.
أما من كان خالقاً لكل الممكنات قادراً على كل المحدثات، فإذا أراد إحداث شيء قال له كن فيكون، ومن كان هذا الذي ذكرنا صفته ونعته، امتنع منه إحداث شخص بطريق الولادة وهذا هو المراد من قوله :﴿وَخَلَقَ كُلَّ شَىْء ﴾.
والوجه الثالث : وهو أن هذا الولد إما أن يكون قديماً أو محدثاً، لا جائز أن يكون قديماً لأن القديم يجب كونه واجب الوجود لذاته.
وما كان واجب الوجود لذاته كان غنياً عن غيره فامتنع كونه ولداً لغيره.


الصفحة التالية
Icon