وقال ابن عطية :
قوله تعالى :﴿ كذلك زينا لكل أمة ﴾ إشارة إلى ما زين الله لهؤلاء عبدة الأصنام من التمسك بأصنامهم والذب عنها وتزيين الله عمل الأمم هو ما يخلقه ويخترعه في النفوس من المحبة للخير والشر والاتباع لطرقه، وتزيين الشيطان هو بما يقذفه في النفوس من الوسوسة وخطرات السوء. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٢ صـ ﴾
وقال الخازن :
وقوله تعالى :﴿ كذلك زينا لكل أمة عملهم ﴾ يعني كما زينا لهؤلاء المشركين عبادة الأصنام وطاعة الشيطان بالحرمان والخذلان كذلك زينا لكل أمه عملهم من الخير والشر والطاعة والمعصية وفي هذه الآية دليل على تكذيب القدرية والمعتزلة حيث قالوا لا يحسن من الله خلق الكفر وتزيينه. أ هـ ﴿تفسير الخازن حـ ٢ صـ ﴾
وقال أبو حيان :
﴿ كذلك زينا لكل أمّة عملهم ﴾ أي مثل تزيين عبادة الأصنام للمشركين ﴿ زينا لكل أمّة ﴾ وظاهر ﴿ لكل أمّة عملهم ﴾ لعموم في الأمم وفي العمل فيه فيدخل فيه المؤمنون والكافرون وتزيينه هو ما يخلقه ويخترعه في النفوس من المحبة للخير أو الشر والاتباع لطرقه، وتزيين الشيطان هو ما يقذفه في النفوس من الوسوسة وخطرات السوء، وخص الزمخشري ﴿ لكل أمّة عملهم ﴾ فقال : من أمم الكفار سوء عملهم أي خليناهم وشأنهم ولم نكفهم حتى حسن عندهم سوء عملهم، وأمهلنا الشيطان حتى زين لهم أو زيناه في زعمهم وقولهم : إن الله أمرنا بهذا وزينه لنا انتهى، وهو على طريقته الاعتزالية، وقال الحسن : أي ﴿ زينا لكل أمّة ﴾ العمل الذي أوجبناه عليهم فجعل ﴿ زينا ﴾ بمعنى شرعنا ﴿ ولكل أمّة ﴾ عام والعمل خاص بما أوجبه الله تعالى، وأنكر هذا الزجاج وقال : هو بمعنى طبع الله على قلوبهم والدليل عليه :﴿ فمن زين له سوء عمله فرآه حسناً فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء ﴾ انتهى.


الصفحة التالية
Icon