وقال الآلوسى :
﴿ وكذلك ﴾ أي مثل ذلك التصريف البديع ﴿ نُصَرّفُ الآيات ﴾ الدالة على المعاني الرائقة الكاشفة عن الحقائق الفائقة لا تصريفاً أدنى منه.
وقيل : المراد كما صرفنا الآيات قبل نصرف هذه الآيات، وقد تقدم لك ما هو الحري بالقبول.
وأصل التصريف كما قال علي بن عيسى إجراء المعنى الدائر في المعاني المتعاقبة من الصرف وهو نقل الشيء من حال إلى حال.
وقال الراغب :"التصريف كالصرف إلا في التكثير وأكثر ما يقال في صرف الشيء من حال إلى حال وأمر إلى أمر. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ٧ صـ ﴾
وقال ابن عاشور :
﴿وَكَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ﴾جملة معترضة تذييلاً لما قَبلها.
والواو اعتراضية فهو متّصل بجملة :﴿ قد جاءكم بصائر من ربّكم ﴾ [ الأنعام : ١٠٤ ] الّتي هي من خطاب الله تعالى رسوله ﷺ بتقدير "قل" كما تقدّم، والإشارة بقوله :﴿ وكذلك ﴾ إلى التّصريف المأخوذ من قوله :﴿ نُصرّف الآيات ﴾.
أي ومثلَ ذلك التّصريف نُصرّف الآيات.
وتقدّم نظيره غير مرّة وأوّلها قوله :﴿ وكذلك جعلناكم أمّة وسَطا ﴾ في سورة [ البقرة : ١٤٣ ].
والقول في تصريف الآيات تقدّم في قوله تعالى :﴿ انظر كيف نصرّف الآيات ﴾ في هذه السّورة [ ٤٦ ]. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ٦ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon