و﴿ وَلِيَقُولُواْ دَرَسْتَ ﴾ بالبناء للمفعول والإسناد إلى تاء الخطاب مع التشديد، ونسبت إلى ابن زيد.
و﴿ ادارست ﴾ مشدداً معلوماً ونسبت إلى ابن عباس، وفي رواية أخرى عن أبي ﴿ درس ﴾ على إسناده إلى ضمير النبي ﷺ أو الكتاب إن كان بمعنى انمحى ونحوه و﴿ درسن ﴾ بنون الإناث مخففاً ومشدداً و﴿ دارسات ﴾ بمعنى قديمات أو ذات درس أو دروس ك ﴿ فِى عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ ﴾ [ القارعة : ٧ ].
وارتفاعه على أنه خبر مبتدأ محذوف أي هي دراسات.
﴿ وَلِنُبَيّنَهُ ﴾ عطف على ﴿ لّيَقُولواْ ﴾ واللام فيه للتعليل المفسر ببيان ما يدل على المصلحة المترتبة على الفعل عند الكثير من أهل السنة.
ولا ريب في أن التبيين مصلحة مرتبة على التصريف.
والخلاف في أن أفعال الله تعالى هل تعلل بالأغراض مشهور وقد أشرنا إليه فيما تقدم.
والضمير للآيات باعتبار التأويل بالكتاب أو للقرآن وإن لم يذكر لكونه معلوماً أو لمصدر ﴿ نُصَرّفُ ﴾ كما قيل أو نبين أي ولنفعلن التبيين ﴿ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴾ فإنهم المنتفعون به وهو الوجه في تخصيصهم بالذكر.
وهم على ما روي عن ابن عباس أولياؤه الذين هداهم إلى سبيل الرشاد ووصفهم بالعلم للإيذان بغاية جهل غيرهم وخلوهم عن العلم بالمرة. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ٧ صـ ﴾
وقال ابن عاشور :
وقوله :﴿ وليقُولوا دَرَسْتَ ﴾ معطوف على ﴿ وكذلك نصرّف الآيات ﴾.
وقد تقدّم بيان معنى هذا العطف في نظيره في قوله تعالى :﴿ وكذلك نفصّل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين ﴾ من هذه السّورة [ ٥٥ ].
ولكن ما هنا يخالف ما تقدّم مخالفة مَّا فإنّ قول المشركين للرّسول عليه الصلاة والسلام درستَ } لا يناسب أن يكون علّة لتصريف الآيات، فتعيَّن أن تكون اللاّم مستعارة لمعنى العاقبة والصيرورة كالّتي في قوله تعالى :﴿ فالتقطه آل فرعون ليكونَ لهم عدوّاً وحزناً ﴾ [ القصص : ٨ ].
المعنى.
فكان لهم عدوّاً.