ولذلك تجد أن الإسلام قد جاء وغربل الأمور ؛ فمثلاً تأتي حادثة الإسراء فمن كان إيمانه مهتزّا ينكر الإسراء، وذلك من أجل أن يذهب الزبد ويبقى من يحمل الدعوة بمنهج الحق. أما من كان إيمانه ضعيفاً أو كان يعبد الله على حرف فالإسلام لا يرغبه. ﴿ لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ﴾ [ التوبة : ٤٧ ].
إذن فالحق سبحانه وتعالى قد صرّف الآيات لينصر المطحونين، وحينما قال الرسول ﷺ ذلك قالوا درست وادعو أنه كان قاعداً في الجبل، وتعلم من أعجمي. ولذلك نجد الحق يقول :﴿ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ ﴾ [ النحل : ١٠٣ ].
ويأتي الرد من الحق :﴿ لِّسَانُ الذي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وهذا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ ﴾ [ النحل : ١٠٣ ].
إن سيدنا عمر رضي الله عنه حينما كان في الطواف جاء عند الحجر الأسود وقال :" والله إني لأقبلك وإني أعلم أنك حجر وأنك لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله ﷺ قبَّلك ما قبلتُك ".
فعل سيدنا عمر ذلك حتى يعلمنا إذا ماجاء بعض الناس وقال : ما سبب علة تقبيل الحجر الأسود؟ فيكون الجواب حاضراً : إن رسول الله ﷺ فعل ذلك وهذا تشريع. أ هـ ﴿تفسير الشعراوى صـ ﴾