ومن فوائد القاسمى فى الآية
قال رحمه الله :
﴿ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا ﴾
أي : مع استعدادهم، ولكن جرت سنته برعاية الاستعدادات ﴿ وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً ﴾ أي : هم وإن كان لهم الاستعداد للإيمان في فطرتهم، وقد أبطلوه، فأنت وإن كنت داعياً إلى إصلاح الاستعداد الفطري، وما جعلناك متولياً عليهم، تحفظ مصالحهم، حتى تكون مصلحاً لاستعدادهم الفطري.
﴿ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ ﴾ تدبر عليهم أمورهم، أو تغيرهم من استعدادهم إلى آخر، بل هو مفوض إلى الله تعالى، يفعل بهم بمقتضى استعدادهم الطبيعيّ لهم من غير تغيير له، بل هو مفوّض إلى اختيارهم - أفاده المهايمي -.
تنبيهان :
الأول - في قوله تعالى :﴿ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا أَشْرَكُواْ ﴾ دليل على أنه تعالى لا يريد إيمان الكافر، لكن لا بمعنى أنه تعالى يمنعه عنه، مع توجهه إليه، بل بمعنى أنه تعالى لا يريده منه، لعدم صرف اختياره الجزئي نحو الإيمان، وإصراره على الكفر. والزمخشريّ يفسره بمشيئة إكراه وقسر، لأن عندهم مشيئة الاختيار حاصلة البتة. قال النحرير : وهذه عكازته في دفع مذهب أهل السنة.


الصفحة التالية