ثم قال :﴿ وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ﴾ يعني : لو شاء ربك لمنعهم من الوسوسة، ولكن الله يمتحن بما يعلم أنه أبلغ في الحكمة وأجزل في الثواب ﴿ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ﴾ يعني : خلّ عنهم وما يكذبون من القول والغرور. أ هـ ﴿بحر العلوم حـ ١ صـ ﴾
ومن فوائد الماوردى فى الآية
قال عليه الرحمة :
قوله عز وجل :﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُواً ﴾
أي جعلنا للأنبياء أعداء كما جعلنا لغيرهم من الناس أعداء.
وفي ﴿ جَعَلْنَا ﴾ وجهان :
أحدهما : معناه حكمنا بأنهم أعداء.
والثاني : معناه تركناهم على العداوة، فلم نمنعهم منها.
وفي ﴿ شَيَاطِينَ الإْنسِ وَالْجِنِّ ﴾ ثلاثة أقاويل :
أحدها : يعني شياطين الإنس الذين مع الإنس، وشياطين الجن الذين مع الجن، قاله عكرمة، والسدي.
والثاني : شياطين الإنس كفارهم، وشياطين الجن كفارهم، قاله مجاهد.
والثالث : أن شياطين الإنس والجن مردتهم، قاله الحسن، وقتادة.
﴿ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ ﴾ في يوحي ثلاثة أوجه :
أحدها : يعني يوسوس بعضهم بعضاً.
والثاني : يشير بعضهم إلى بعض، فعبر عن الإشارة بالوحي كقوله :﴿ فَأَوْحَى إِلَيهِمْ أَن سَبِّحُواْ بُكْرَةً وَعَشِيّاً ﴾ [ مريم : ١١ ] و﴿ زُخْرُفَ الْقَوْلِ ﴾ ما زينوه لهم من الشبه في الكفر وارتكاب المعاصي.
والثالث : يأمر بعضهم بعضاً كقوله :﴿ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَآءٍ أَمْرَهَا ﴾ [ فصلت : ١٢ ] أي أمر.
ثم قال :﴿ وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ﴾ يحتمل وجهين :
أحدهما : ما فعلوه من الكفر.
والثاني : ما فعلوا من زخرف القول.
وفي تركهم على ذلك قولان :
أحدهما : ابتلاء لهم وتمييزاً للمؤمنين منهم.
والثاني : لا يلجئهم إلى الإيمان فيزول التكليف. أ هـ ﴿النكت والعيون حـ ٢ صـ ﴾
ومن فوائد ابن الجوزى فى الآية
قال رحمه الله :
قوله تعالى :﴿ وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً ﴾