وقال السمرقندى :
﴿ مَّا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ ﴾ وهذا إعلام للنبي ﷺ بأنهم لا يؤمنون كما أعلم نوحاً عليه السلام ﴿ وَأُوحِىَ إلى نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ ءَامَنَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ ﴾ [ هود : ٣٦ ].
ثم قال :﴿ إِلاَّ أَن يَشَاء الله ﴾ يعني : إلا من هو أهل لذلك فيوفقه الله تعالى.
ويقال :﴿ إِلاَّ أَن يَشَاء الله ﴾ يقول : قد شاء الله أن لا يؤمنوا حيث خذلهم ولم يوفقهم.
﴿ ولكن أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ ﴾ عن ذلك ويقال : أكثرهم يجهلون الحق أنه من الله تعالى.
ويقال : يجهلون ما في العلامة من وجوب هلاكهم بعد العلامة إن لم يؤمنوا. أ هـ ﴿بحر العلوم حـ ١ صـ ﴾
وقال الثعلبى :
﴿ مَّا كَانُواْ ليؤمنوا إِلاَّ أَن يَشَآءَ الله ﴾ ذلك لهم. وقيل : الإستثناء لأهل السعادة الذين سبق لهم في علم اللّه الإيمان ﴿ ولكن أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ ﴾ إن ذلك كذلك. أ هـ ﴿الكشف والبيان حـ ٤ صـ ﴾
وقال ابن عطية :
وقوله عز وجل :﴿ ولكن أكثرهم يجهلون ﴾ الضمير عائد إلى الكفار المتقدم ذكرهم، والمعنى يجهلون أن الآية تقتضي إيمانهم ولا بد، فيقتضي اللفظ أن الأقل لا يجهل فكان فيهم من يعتقد أن الآية لو جاءت " لم يؤمن إلا أن يشاء الله " له ذلك. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٢ صـ ﴾
وقال القرطبى :
﴿ مَّا كَانُواْ ليؤمنوا إِلاَّ أَن يَشَآءَ الله ﴾ "أن" في موضع استثناء ليس من الأوّل ؛ أي لكن إن شاء ذلك لهم.
وقيل : الاستثناء لأهل السعادة الذين سبق لهم في علم الله الإيمان.
وفي هذا تسلية للنبيّ صلى الله عليه وسلم.
﴿ ولكن أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ ﴾ أي يجهلون الحق.
وقيل : يجهلون أنه لا يجوز اقتراح الآيات بعد أن رأوا آية واحدة. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٧ صـ ﴾
وقال أبو حيان :