ومن فوائد الشيخ عبد الكريم الخطيب فى الآية
قال رحمه الله :
﴿ وَلَوْ أَنَّنا نَزَّلْنا إِلَيْهِمُ الْمَلائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتى ﴾
التفسير :
فى هذه الآية يكشف اللّه سبحانه وتعالى عن هذا المدى البعيد الذي بلغه أولئك المشركون من إمعان فى الضلال والطغيان، وأنهم إن يروا كلّ آية لا يؤمنوا بها..
فلو أن اللّه ـ سبحانه ـ أنزل عليهم الملائكة، يمشون بينهم، ويتحدثون إليهم لقالوا فيهم مقالا، ولو جدوا للزور والبهتان علّة يعتلّون بها..
ولو أن اللّه سبحانه بعث الموتى من قبورهم يكلمونهم، كما كانوا يكلمونهم وهم أحياء، لكان لهم فيهم لغط وجدل.
ولو أن اللّه ـ سبحانه ـ بعث إليهم كل شىء يقترحونه، وجاءهم به عيانا ومواجهة « قبلا »، ما كانوا ليؤمنوا، ولقالوا من الزور والبهتان ما حكاه اللّه عنهم فى قوله تعالى :« وَلَوْ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً مِنَ السَّماءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ لَقالُوا إِنَّما سُكِّرَتْ أَبْصارُنا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ » (١٤ ـ ١٥ : الحجر) وفى قوله تعالى :« إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ » هو استثناء من جميع الأحوال، أي أنهم لا يؤمنون فى أي حال إلا فى تلك الحال التي يشاء اللّه لهم فيها أن يؤمنوا، وهى حال تتعلق بمشيئة اللّه، ولا تتعلق بما يساق إليهم من آيات ومعجزات، فإيمانهم معلق بمشيئة اللّه، لا بتلك الآيات التي يقترحونها.. « وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ »


الصفحة التالية
Icon