والغرور : الخِداع والإطماع بالنّفع لقصد الإضرار، وقد تقدّم عند قوله تعالى :﴿ لا يغرنَّك تقلّب الذين كفروا في البلاد ﴾ في سورة آل عمران ( ١٩٦ ).
وانتصب غروراً } على المفعول لأجله لفعل ﴿ يوحى ﴾، أي يرحون زخرف القول ليَغُرّوهم.
والقول في معنى المشيئة من قوله :﴿ ولو شاء ربك ما فعلوه ﴾ كالقول في ﴿ ما كانوا ليؤمنوا إلاّ أن يشاء الله ﴾ [ الأنعام : ١١١ ] وقوله :﴿ ولو شاء الله ما أشركوا ﴾ [ الأنعام : ١٠٧ ] والجملة معترضة بين المفعول لأجله وبين المعطوف عليه. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ٧ صـ ﴾
قوله تعالى ﴿وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ﴾
قال الفخر :
أصحابنا يحتجون به على أن الكفر والإيمان بإرادة الله تعالى.
والمعتزلة يحملونه على مشيئة الإلجاء، وقد سبق تقرير هذه المسألة على الاستقصاء، فلا فائدة في الإعادة.
ثم قال تعالى :﴿فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ﴾ قال ابن عباس : معناه يريد ما زين لهم إبليس وغرهم به قال القاضي : هذا القول يتضمن التحذير الشديد من الكفر والترغيب الكامل في الإيمان، ويقتضي زوال الغم عن قلب الرسول من حيث يتصور ما أعد الله للقوم على كفرهم من أنواع العذاب وما أعد له من منازل الثواب بسبب صبره على سفاهتهم ولطفه بهم. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٣ صـ ١٢٨﴾