فائدة
قال فى روح البيان :
وفي الآية : إشارة إلى أن البلايا للسائرين إلى الله هي المطايا وأن أشد البلاء شماتة الأعداء فلما كانت رتبة الأنبياء أعلى كانت عداوة الكفار لهم أوفى وفي ذلك ترقيات لهم وتجليات.
والإشارة في شيطان الإنس إلى النفس الأمارة بالسوء وهي أعدى الأعداء ولهذا قدم
ذكره على الجن ههنا بخلاف المواضع الأخر وليعلم أن عداوة النفس وأصحاب النفوس أشد وأصعب من عداوة شياطين الجن فإن كيد الشيطان مع كيد الإنسان ضعيف وأرباب القلوب لا يصغون إلى زخارف أقوال أصحاب النفوس بل كلما تشتد عداوة الأعداء يقوى إيمان الأولياء.
وإنما يتسلط الشيطان على ابن آدم بفضول النظر والكلام والطعام وبمخالطة الناس ومن اختلط فقد استمع إلى الأكاذيب.
وعن بعض الشيوخ : أن الشيطان أشد بكاء على المؤمن إذا مات من بعض أهله لما فاته من افتتانه إياه في الدنيا وإذا عرج بروح المؤمن إلى السماء قالت الملائكة سبحان الذي نجّى هذا العبد من الشيطان يا ويحه كيف نجا.
فعلى المؤمن أن يحترز من وساوسه وحديث نفسه أيضاً كيلا يفتضح عند الله وعند الناس فإنه روي أن الوسواس الخناس يخبر بما وقع في قلب ابن آدم وحدث به نفسه وإن لم يخبره لغيره كما حكي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ذكر امرأة في نفسه فجعل الناس يتحدثون به فيما بينهم. أ هـ ﴿روح البيان حـ ٣ صـ ١١٥﴾


الصفحة التالية
Icon