وقيل : المراد به عمرو بن لحي فمن دونه من المشركين لأنه أول من بحرَ البحائر وسيَّب السوائب وأباح الميتة وغير دين إبراهيم عليه السلام ﴿ إن ربك هو أعلم بالمعتدين ﴾ يعني إن ربك يا محمد هو أعلم بمن تعدى حدوده فأحل ما حرم وحرم ما أحل الله فهو يجازيهم على سوء صنيعهم. أ هـ ﴿تفسير الخازن حـ ٢ صـ ﴾
ومن فوائد أبى حيان فى الآية
قال رحمه الله :
﴿ وما لكم أن لا تأكلوا مما ذكر اسم الله عليه وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه ﴾
أي وأي غرض لكم في الامتناع من أكل ما ذكر اسم الله عليه؟ وهو استفهام يتضمن الأنكار على من امتنع من ذلك أي لا شيء يمنع من ذلك ﴿ وقد فصل لكم ﴾ في هذه السورة لأنها على ما نقل مكية، ونزلت في مرة واحدة فلا يناسب أن تكون ﴿ وقد فصل ﴾ راجعاً إلى تفصيل البقرة والمائدة لتأخيرهما في النزول عن هذه السورة.
وقال الزمخشري :﴿ قد فصل لكم ما حرم عليكم ﴾ مما لم يحرم عليكم وهو قوله :﴿ حرمت عليكم الميتة ﴾ انتهى.
وذكرنا أن تفصيل التحريم بما في البقرة والمائدة لا يناسب ودعوى زيادة لا هنا لا حاجة إليها والمعنى على كونها نافية صحيح واضح، و﴿ أن لا تأكلوا ﴾ أصله في أن لا تأكلوا فحذف في المتعلقة بما تعلق به لكم الواقع خبراً لما الاستفهامية ونفى ﴿ أن لا تأكلوا ﴾ على الخلاف أهو منصوب أو مجرور ومن ذهب إلى ﴿ أن لا تأكلوا ﴾ في موضع الحال أي تاركين الأكل فقوله : ضعيف لأن أن ومعمولها لا يقع حالاً وهذا منصوص عليه من سيبويه، ولا نعلم مخالفاً له ممن يعتبر وله علة مذكورة في النحو والجملة من قوله :﴿ وقد فصل ﴾ في موضع الحال.


الصفحة التالية
Icon