وقال ابن الأنباري : المعنى : ذروا الإثم من جميع جهاته.
والثالث : أن الإثم : المعصية، إلا أن المراد به هاهنا أمر خاص.
قال ابن زيد : ظاهره هاهنا : نزع أثوابهم، إذ كانوا يطوفون بالبيت عراة، وباطنه : الزنا. أ هـ ﴿زاد المسير حـ ٢ صـ ﴾
وقال ابن عطية :
قوله عز وجل :﴿ وذروا ظاهر الإثم وباطنه ﴾
هذا نهي عام من طرفيه لأن ﴿ الإثم ﴾ يعم الأحكام والنسب اللاحقة للعصاة عن جميع المعاصي، والظاهر والباطن يستوفيان جميع المعاصي، وقد ذهب المتأولون إلى أن الآية من ذلك في مخصص، فقال السدي : ظاهره الزنا الشهير الذي كانت العرب تفعله، وباطنه اتخاذ الأخدان، وقال سعيد بن جبير : الظاهر ما نص الله على تحريمه من النساء بقوله ﴿ حرمت عليكم أمهاتكم ﴾ [ النساء : ٢٣ ]، وقوله ﴿ ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم ﴾ [ النساء : ٢٢ ]، والباطن الزنا، وقال ابن زيد : الظاهر التعري والباطن الزنا.
قال القاضي أبو محمد : يريد التعري الذي كانت العرب تفعله في طوافها، قال قوم : الظاهر الأعمال والباطن المعتقد.
قال القاضي أبو محمد : وهذا حسن لأنه عاد ثم توعد تعالى كسبة الإثم بالمجازاة على ما اكتسبوه من ذلك وتحملوا ثقله، و" الاقتراف " الاكتساب. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٢ صـ ﴾
وقال الخازن :
قوله عز وجل :﴿ وذروا ظاهر الإثم وباطنه ﴾ يعني وذروا أيها الناس ما يوجب الإثم وهي الذنوب والمعاصي كلها سرها وعلانيتها قليلها وكثيرها، قال الربيع بن أنس : نهى الله عن ظاهر الإثم وباطنه أن يعمل به سراً وعلانية وقال سعيد بن جبير : في هذه الآية الظاهر منه قوله :﴿ ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف ﴾ ونكاح المحارم من الأمهات والبنات والأخوات والباطن الزنا، وقال السدي : أما الظاهر فالزواني في الحوانيت وهنَّ أصحاب الرايات.


الصفحة التالية
Icon